
في بلد تتنامى فيه الحاجة إلى نماذج وطنية ملهمة، يبرز الدكتور عبد الجليل المصطفى كواحد من تلك القامات الشابة التي صنعت نفسها بنفسها، وسلكت طريق النجاح بالتعب، والإصرار، والعصامية.
ينحدر الدكتور عبد الجليل من مقاطعة ألاك، عاصمة ولاية لبراكنه، حيث تشكلت أولى ملامح الطموح المبكر والمسؤولية المجتمعية في شخصيته. لم تكن بداياته مفروشة بالسهولة، لكنه آمن بالعلم سبيلاً للارتقاء، وبالجدية وسيلة لتحقيق الذات.
بدأ الدكتور عبد الجليل مشواره الجامعي في المملكة المغربية، حيث نال ليصانص في التسيير المحاسبي والمالي من جامعة محمد الأول، ثم واصل دراسته في جامعة الحسن الثاني لنيل الماستر في التحليل الاقتصادي واتخاذ القرار. بعد حصوله على الماستر، عاد إلى موريتانيا ليبدأ مسيرته المهنية من باب قطاع البنوك والمالية حيث تم اختياره فى مع بعض زملاءه اثر مسابقة قام بها مكتب أجنبى للمصرف الموريتانى للتجارة الدولية BMCI من مايزيد على 300 متقدم للمسابقة ومن قطاع البنوك تم استدعاءه لمنصب إدارى هام فى إحدى الشركات المتخصصة فى مجال التقنيات الحديثة واللتى ظل فيها إلى أن تم إنشاء سلطة التنظيم للصفقات العمومية وأعلنت عن اكتتاب للأطر فيها وتم انتقاءه ايضا من بين الكثيري…..
لم يتوقف طموح الرجل عند الحصول على الوظيفة بل توجه إلى السنغال مجددًا ليواصل رحلة الكفاح العلمي، وحصل على دكتوراه في الاقتصاد والمالية من جامعة غاستون برجيه، إحدى أعرق الجامعات الإفريقية. هذه التجربة الأكاديمية والمهنية المتنوعة أكسبته أفقًا علميًا واسعًا ومهارات تحليلية دقيقة عززت من رصيده المعرفي والمهني.
يشغل الدكتور عبد الجليل حاليًا منصب مدير الإحصاء والتوثيق والأرشفة في سلطة تنظيم الصفقات العمومية (ARMP)، وهي مؤسسة محورية تُعنى بضبط ومراقبة مسار الصفقات العمومية.
مساهماته السياسية والمجتمعية
لم يكتفِ الدكتور عبد الجليل بالعمل الفني والإداري فقط، بل انخرط مبكرًا في الشأن السياسي والاجتماعي من بوابة المبادرة الوطنية والتطوع.
ففي أواخر عام 2019، أسّس تكتلًا محليًا أطلق عليه اسم "تكتل نُخب لبراكنة"، وكان من أبرز التكتلات الشبابية الداعمة لترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. لعب هذا التكتل دورًا محوريًا في حشد النخب والشباب في ولاية لبراكنة، وحرص الدكتور عبد الجليل شخصيًا على استقبال المرشح غزواني في جميع مقاطعات الولاية، مساهمًا في إنجاح تلك الجولات الشعبية التي شكّلت لحظة سياسية فارقة.
كما أنه الشخص الوحيد اللذى يملك علاقات طيبة بغالبية الطيف السياسى فى مقاطعة تشهد أعلى درجات التباعد والتنافر السياسى وهي ميزة تتواءم مع نظرة محمد ولد الشيخ الغزوانى لممارسة السياسة
وبعيدًا عن السياسة، تميز الدكتور عبد الجليل بمبادراته المجتمعية والخيرية، ومن أبرزها :
١) من الاشخاص القلاىل ، ان لم يكن الوحيد من يعتبر وجهة لضعفاء و عالة مجتمعه، عندما تشتد الحاجة و يقل السند ، و يتوارى الغير عن الانظار،
٢) توزيع المراجع وتنظيم حصص تقوية مجانية لصالح طلاب ثانوية ألاك المترشحين للباكالوريا، خاصة في شعبتي الآداب والعلوم، في خطوة عكست التزامه العميق تجاه أبناء منطقته.
٣) وقوفه الدائم مع الجمعيات الشبابية المحليه والجهويه فى جميع انشطتها الرياضية والتربوية…….
إلى غير ذالك من. ما يقصر المقام عن ذكره
ختامًا
قصة الدكتور عبد الجليل المصطفى ليست مجرد سيرة أكاديمية ولا تجربة إدارية ناجحة، بل هي أنموذج وطني مكتمل الأبعاد: علم، التزام، عطاء، ونظرة إصلاحية متجذرة في عمق المجتمع.
في زمن تتعدد فيه الأصوات وتتشابه الشعارات، يظل العمل الصامت والمؤثر هو ما يصنع الفرق. والدكتور عبد الجليل هو أحد تلك الأسماء التي نحتت حضورها بالإخلاص،والرؤية المتوازنة والإرتباط الوثيق بالقضايا الوطنية وكرّست حياتها لذالك ، من غير ادعاء أو ضجيج.
وفى ظل هاذ ا
وفي ظل سعي الدولة إلى تحديث الإدارة وترسيخ مبادئ الشفافية والفعالية، تبرز حاجة ملحّة إلى استثمار الكفاءات الشابة المؤهلة، القادرة على العطاء خارج الأطر التقليدية.
ويُعد الدكتور عبد الجليل من بين هذه الكفاءات النادرة التي ينبغي أن تجد طريقها إلى مناصب قيادية عليا، تُمكنها من الإسهام الفعلي في صياغة السياسات، ومتابعة التنفيذ، وتحقيق التحول المنشود في مؤسسات الدولة. فموريتانيا اليوم لا تحتاج إلى الكم، بل إلى النوع.


