أعلنت مصادر في رابطة الموريتانيين المقيمين في الولايات المتحدة «أن المفاوضات تواصلت الأحد مع عصابة اختطفت يوم السبت ثلاثة موريتانيين كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة ضمن مسارات الهجرة غير الشرعية التي اتخذها الشباب الموريتاني وجهة حياة مفضلة خلال العقدين الأخيرين.
وأوضح المصدر «أن العصابة أطلقت، بعد مراوغات، أحد الشبان الثلاثة وهو الشاب سيديا ولد أحمدو، بعد أن قام أحد أقربائه بتحويل الفدية التي اشترطها الخاطفون وهي 7500 دولار، فيما يواصل أفراد الجاليات الموريتانية في أمريكا وكندا والبرازيل، جمع التبرعات لدفع الفدى المشترطة لإطلاق سراح الشابين الباقيين».
ونقلت مصادر صحافية موريتانية عن عائلات المختطفين قولها «بأنها فقدت الاتصال بأبنائها الثلاثة في المكسيك منذ الخميس الماضي، قبل أن يتلقوا اتصالاً منهم يوم السبت، ليبلغوهم بأنهم رهن الاختطاف لدى عصابة في المكسيك، وأنها تطلب فدى مالية مقابل الإفراج عنهم».
وأكد مكتب الجالية الموريتانية في لويزيانا بالولايات المتحدة «أن الموريتانيين المختطفين مسجونون في منزل مع مئات المهاجرين المنتمين لجنسيات عديدة».
وأكد «أنه يتابع باهتمام كبير قضية المختطفين واقفاً مع أهاليهم»، ومعرباً عن «استعداده التام للتعاون ضمن الإطار القانوني مع الجهات المعنية من أجل حل هذه الأزمة وتحرير المختطفين في أسرع وقت ممكن».
وفيما تمكن البعض من الدخول إلى الولايات المتحدة لا يزال العشرات ينتظرون الفرصة للعبور إلى الولايات المتحدة متسللين عبر حدود تسع دول بينها البرازيل وكولومبيا وبنما وغواتيمالا.
ويبدأ الموريتانيون مغامرة الهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث يسافر الشباب ذوو الدخل المحدود براً ثم بحراً إلى البرازيل، ثم إلى المكسيك ومنها إلى الولايات المتحدة، عبر تسور الجدار الفاصل للحدود.
وتتولى شبكة متخصصة استقبال القادمين وترحيلهم عبر طرق خاصة، بواسطة مندوبين للشبكة متخصصين في قانون الهجرة وفي سراديبها. ويمر المهاجرون الموريتانيون إلى الولايات المتحدة بأصعب محطات الهجرة بين البرازيل والمكسيك التي تتم بالتنسيق مع عصابات التهريب والسمسرة المحترفين، وقد ينتظر المهاجر أسابيع لاكتمال العدد الكافي من المتسللين الذي يمكن للشبكة اعتماداً على ما سيدفعه المغامرون، من تسيير مربح للرحلة. وأعاد دارسون لظاهرة هجرة الموريتانيين إلى الولايات المتحدة إلى عدة عوامل، في مقدمتها ما يسمعه الشباب عن الشهرة والمال التي حصل عليها عبر العقود الماضية مهاجرون أفارقة بينهم موريتانيون يتصدرون اليوم واجهة المجتمع، ومنها ارتفاع أعداد العاطلين الموريتانيين بفعل ضيق سوق العمل وتدني الأجور، وبينها حلم الشباب الموريتاني بالرفاه والثراء الذي جعل أعداد مهاجريهم تزداد كل عام.