مررت اليوم من أمام جامعة "سوربون" في قلب الحي اللاتيني، وسط باريس. السوربون! إسم مرادف للذكاء والثقافة والمعرفة والحصافة يتردد صداه في جميع أنحاء العالم. تأسست جامعة "سوربون" منذ القرن الثالث عشر، أي أنها نتاج تاريخ يمتد لثمانية قرون. وأثناء مروري من أمام هذا الصرح العلمي.
تذكرت الأستاذ والمفكر العربي ميشل عفلق، مؤسس حزب البعث العربي. تذكرته حين كان طالبا في كلية التاريخ بجامعة السوربون عام 1928. هنا طور ميشل عفلق شغفه بالسياسية والحقوق والتاريخ. وهنا تبلور اهتمامه الكبير بالتيارات الفكرية العظيمة التي ميزت القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وهنا في باريس أوضح هو بنفسه "أن شعوره القومي كان مجرد شعور عاطفي قبل مجيئه إلى فرنسا، وعندما بدأ دراسته في السوربون أدرك أن القومية العربية يجب أن تتجاوز الإطار الذاتي لترتكز على أسس صلبة وتحتضن جميع المجالات: السياسة والاقتصاد والثقافة والقضايا الاجتماعية". وبوجوده في "السوربون"، أصبحت باريس في بداية القرن العشرين مركز تأثير وإشعاع للفكر القومي العربي، خاصة عندما التقى فيها ميشل عفلق بالأستاذ صلاح الدين البيطار، وأسسا اتحاد الطلاب العرب في فرنسا.
من صفحته على فيسبوك