كشفت مصادر عسكرية عن استياء في صفوف جنود الكتيبة الموريتانية في وسط إفريقيا بسبب تولي ضباط أجانب قيادتها خلال الأشهر الأخيرة بتكليف من قيادة بعثة الأمم المتحدة في وسط إفريقيا "المينسكا MINUSCA".
وقالت المصادر إن إقدام قيادة "MINUSCA" على تعيين قيادة أجنبية للكتيبة الموريتانية جاء إثر تحقيق أجرته بعيد تعدد الحوادث الأمنية في منطقة "بمباري" بعد أن كانت وضعيتها الأمنية مميزة خلال طيلة عامين قبل أن تتدهور خلال الأشهر الأخيرة، وهي التطورات الأمنية التي أدت لمقتل عدة جنود موريتانيين، وإصابة أكثر من 20 آخرين بجراح.
وقال المصدر العسكري للأخبار إن هذه الأحداث المتتالية، وخصوصا واقعتي ""تكبرا" و "عالي انداو" لم تدفع قيادة أركان الجيوش لإجراء تحقيق لتحديد أسباب تدهور الأوضاع في المناطق الداخلة في اختصاص الكتيبة الموريتانية، رغم تعرض حياة أفراد الكتيبة للخطر، ومقتل عدد منهم، وإصابة آخرين بجراح.
وأشار المصدر العسكري إلى أن الاستياء يسود أفراد الكتيبة من تولي غير موريتانيين لقيادة الكتيبة الموريتانية، وتورط بعض قادة الوحدات الأجانب في الصراع داخل وسط إفريقيا بين المسيحيين والمسلمين.
واعتبر المصدر العسكري أن السمعة التي بنتها القوة الموريتانية طيلة عامين من العمل في وسط إفريقيا، والتي كانت نتيجة جهود مضنية بذلها العسكريون الموريتانيون في خطر الآن بفعل عدم الانسجام مع القيادات الأجنبية للكتيبة، وتدهور الأوضاع في المناطق التي تنتشر فيها نتيجة ذلك.
كما اعتبر أن من أسباب ذلك عدم قدرة قيادة الكتيبة المعينة من الجيش الموريتاني على النهوض بمسؤولياتها، ما استدعى من قيادة بعثة الأمم المتحدة تعيين قيادة أجنبية.
وقتل ثلاثة جنود موريتانيا في وسط إفريقيا خلال الأشهر الستة الأخيرة، هم الرقيب أول البحري الهاشم ماء العينين، والذي قتل يوم 17 مايو الماضي، والجندي نوح ولد امبارك فال والذي قتل يوم 03 إبريل الماضي، والدركي عيسى ولد حمادي ولد صمب والذي قتل بداية ديسمبر 2017، في أصيب عدد من الجنود بجراح، وذلك إثر هجمات نفذتها مليشيا "أنتي بلاكا" المسيحية الناشطة في وسط إفريقيا.