حصلت الأخبار على تفاصيل اللقاء الذي عقده الوزير الأول الموريتاني يحي ولد حدمين مساء اليوم مع برلماني الحزب الحاكم في حفل عشاء أقامه على شرفهم، وتم خلاله التأكيد على حسم خيار تمرير التعديلات الدستورية عبر مؤتمر برلماني.
وقالت مصادر حضرت اللقاء – الذي كان مغلقا أمام الإعلام – إن الحفل بدأ بكلمة مكتوبة مع الوزير الأول يحي ولد حدمين تحدث فيها بإيجابية عن الأوضاع الاقتصادية في موريتانيا، مؤكدا أن وضعية البلاد مستقرة، ومخزونها من العملة الصعبة مطمئن.
وتحدث ولد حدمين أمام البرلمانيين عن نجاح الحكومة في الوصول إلى هذه النتيجة رغم الأوضاع التي يعيشها العالم جراء الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، مرجعا ذلك إلى طبيعة التسيير، والخطة التي طبقتها الحكومة.
كما أثنى ولد حدمين في كلمته أمام البرلمانيين على الأوضاع الاجتماعية في البلاد، مردفا أن الحكومة الآن تركز على الجانب السياسي، وعلى الإصلاحات فيها، معتبرا أن أبرز شيء في هذا المجال هو تعديل الدستور، وهو ما تعمل الحكومة على القيام به خلال وقت وجيز.
وأشار ولد حدمين إلى أن الحكومة قررت تمرير التعديلات الدستورية عبر مؤتمر برلماني، وكان دافعها في ذلك ترشيد الأموال العمومية، وذلك في ظل انعدام الفروق – دستوريا – بين تمريرها عبر استفتاء شعبي، أو تمريرها عبر مؤتمر برلماني.
لا نحتاج دعما
ولد حدمين أحال الكلمة لوزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي حيث تحدث هو الآخر عن الوضع الجيد لاقتصاد البلاد، مشيرا إلى الحكومة سبق وأن رصدت 5 مليارات أوقية لتنظيم الاستفتاء قبل أن تقرر ترشيد هذا المبلغ للمصلحة العامة.
ورأى ولد اجاي أن موريتانيا ليست مثل دول أخرى تحتاج لدعم أجنبي من أجل تنظيم الانتخابات أو الاستفتاءات فيها، مردفا أن من لا يوجد أي طعن في تعديل الدستور عبر مؤتمر شعبي.
وأضاف ولد اجاي أن الاستفتاء – في حال تنظيمها – لن يكلف الميزانية العامة فقط، وإنما سيكلف الفاعلين السياسيين الذي سينفقون مبالغ طائلة فيها، وسيكونون على موعد بعد فترة وجيزة مع استحقاقات انتخابية أخرى، ونتيجة لذلك حسمت الحكومة قضية تعديل الدستور عبر مؤتمر برلماني
تحفظ مُودِّعٍ
رئيس مجلس الشيوخ محسن ولد الحاج كان ثالث المتحدثين في حفل العشاء، حيث بدأ كلمته بأنه لم يكن يرغب في الحديث الليلة، ولولا دعوة الوزير الأول له للحديث لما تحدث، مردفا أنه لا يرى أنه من المناسب أن يتحدث من ينتظر حل المؤسسة التي ينتمي لها.
وقد تحدث بعد ولد الحاج رئيس الجمعية الوطنية محمد ولد ابيليل حيث أكد دعم النواب للتعديلات الدستورية، واستعدادهم لتمريرها بعد تقديم الحكومة لها.
جاهزية للتعبئة
رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم سيد محمد ولد محم كان آخر المتحدثين في الحفل المقام على شرف برلماني حزبه، حيث أكد جاهزية الحزب ومنتخبيه للتعبئة لخيار تعديل الدستور، ودعمه بكل ما لديهم وسائل ومقدرات.
وأضاف ولد محم أن الحزب الحاكم سيكون – كما كان دائما – خلف الخيارات الكبرى لبرنامج الرئيس، وداعما بقوة للتوجهات التي يرسمها لموريتانيا، وللشعب الموريتاني، مجددا دعوته للنواب للالتفاف خلف الرئيس، ودعم برنامجه التنموي، ومشروعه السياسي.