قالت دوينا كومان والدة الإيطالي اكريستيا بروفيسيونتو المعتقل في موريتانيا منذ شهر أغسطس 2015 إن صحة ابنها عرفت تدهورا داخل معتقله في موريتانيا، حيث فقد عدة أرطال خلال هذه الأشهر القليلة، مردفة أنها ووالده لم يتعرفا عليها "إلا بعد أن قام". وذلك خلال زيارتهما له في معتقله بنواكشوط.
ونقلت صحيفة " ilgiorno" الإيطالية عن والدة المعتقل أنها تعتقد "أنه عذب"، مشددة على براءته، ومطالبة السلطات الموريتانية لإطلاق سراحه في أسرع وقت، مؤكدة أنه مصاب بالسكري، ويحتاج للأنسولين، ولأدوية أخرى.
وزارت كومان وزوجها نواكشوط خلال شهر فبراير الماضي، والتقوا اكريستيا في معتقله في مدرسة الشرطة بنواكشوط.
واتخذت الخارجية الإيطالية العديد من الإجراءات لمتابعة وضعية الإيطالي المعتقل في موريتانيا، من بين تكليف السفارة البعثة الدبلوماسية في المغرب (معتمدة في موريتانيا كذلك) بمتابعة ملفه، كما أعلن مسؤول في الخارجية الإيطالية عن توقيفه، وذلك بعد أسبوعين من وصوله لموريتانيا في إطار عمله في شركة خاصة لبيع معدات أجهزة التنصت على المكالمات وأجهزة إلكترونية للتحكم عن بعد.
كما زار وفد دبلوماسي إيطالي نواكشوط – حسب الصحيفة – ووصف وضع اكريستيا بأنه "ليس معتقلا وفق قواعد المنشئات السجنية، وإنما في مدرسة الشرطة".
صحيفة " ilgiorno" قارنت بين وضعية الإيطالي المعتقل في موريتانيا "اكريستيا" والطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي قتل في مصر، ورأت أن "حالة الإيطالي [في مصر] ليست هي مصدر التوتر الوحيد المستمر مؤخرا للدبلوماسية الإيطالية. في الحقيقة هناك مواطن إيطالي آخر وهو كريستان بروفيسيونتو 42 عاما من مدينة كورناريدو قرب ميلانو تم في الواقع أخذه رهينة من قبل حكومة موريتانيا منذ أغسطس الماضي".
كما استدعت الخارجية الإيطالية السفيرة الموريتانية في روما مريم بنت أوفى مرتين خلال فترة وجيزة، وذلك لنقاش ملف المعتقل الإيطالي معها.
وتستعد الخارجية الإيطالية لإيفاد بعثة دبلوماسية جديدة إلى نواكشوط لنقاش الملف مع الحكومة الموريتانية.
وتقود قضية الإيطالي للملف الذي كشفته صحيفة "الأخبار إنفو" الأسبوعية في عددها الأربعاء 18 – 05 – 2016 والذي يكشف خسارة الرئاسة الموريتانية لمبلغ 1.5 مليون دولار بعد فشل محاولتها الحصول على أجهزة تجسس، كان أحدها سيأتي من إسرائيل، وتمت العملية تحت إشراف مستشار الرئيس أحمد ولد اباه المقلب "احميده" خلفت احتجاز موريتانيا لـ"رهينتين" أحدهما إيطالي ويسمى اكريستيا بروفيسيونتو.
وقالت الصحيفة إن حصلت على وثائق ومعطيات تكشف مختلف مراحل العملية، والتي بدأت من شهر أكتوبر 2014، واحتجزت موريتانيا الإيطالي اكريستيا ورفيقه في شهر أغسطس من العام 2015 بعد الكثير من التطورات في إطار هذه الصفقة، وما زالا رهن الاعتقال في مدرسة الشرطة إلى اليوم، فيما بدأت الدبلوماسية الإيطالية حراكا حول الموضوع استدعت بموجبها السفيرة الموريتانية في روما، وأسلت وفدا دبلوماسيا إلى نواكشوط.
وأشار الصحيفة الأسبوعية إلى أن هذه هي ثاني محاولة فاشلة للحصول على أجهزة تجسس، يقوم بها المستشار الرئاسي احميده، معتبرة أن كلا المحاولتين تمت بعيدا عن أجهزة الأمن أو أجهزة الاستخبارات صاحبة الاختصاص في هذا المجال، حيث أشرف عليهما مستشار الرئيس أحمد ولد اباه، والذي يقدم رسميا بأنه مستشار في مجال تقنيات الإعلام والاتصال.