أشرف رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الخميس في مدينة النعمة، على الحفل الرسمي لانطلاق البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية.
وقد شاركت 11 ولاية مستفيدة من البرنامج، عبر تقنية الفيديو كونفيرانس، وبشكل متزامن، في حفل انطلاق البرنامج.
ويدخل هذا البرنامج – الذي يمتاز بالشمولية سواء من حيث تعدد المكونات أو من حيث المناطق المستهدفة – في إطار خلق ديناميكية تحول اقتصادي واجتماعي غير مسبوق لمعالجة الإشكالات البنيوية التي كانت تعيق مسيرة البلاد التنموية، وللرفع من فعالية الخدمات المقدمة للمواطنين في عموم ولايات الوطن.
وتابع رئيس الجمهورية عرضا حول مكونات البرنامج ومجالات تدخله والمناطق المستهدفة، والنتائج المنتظرة من تنفيذه ومدى مساهمته في سد النواقص المسجلة في المرافق الخدمية، والمنهجية التشاركية التي اعتمدت لتحديد الأولويات التنموية التي سيتم تنفيذها على مستوى كل الولايات المستفيدة من تدخلاته.
وعبر رئيس المجلس الجهوي لولاية الحوض الشرقي، محمدو ولد التيجاني، في كلمة بالمناسبة، باسم سكان الولاية، عن ترحيبه برئيس الجمهورية والوفد المرافق، مشيدا بما حققه من إنجازات للبلاد وما يطمح له من نجاح وتطور وازدهار للوطن.
وقال إن هذه الزيارة تبين مدى الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية للقرب من المواطن والاطلاع على واقعه، في تجسيد لكل معاني التواصل والتلاحم بين القيادة الرشيدة وشعبه الوفي.
وأشاد بما حظيت به جهة الحوض الشرقي من مشاريع وبرامج رفعت مستوى التنمية المحلية الاقتصادية والاجتماعية مما يعزز استدامة الموارد الطبيعية ويكرس سبل العيش الكريم.
وأضاف أن الولاية شهدت خلال مأمورية رئيس الجمهورية الأولى والسنة الأولى من مأموريته الحالية تنفيذ حزمة من المشاريع والبرامج الحيوية الطموحة شكلت رافدا مهما لفرص التشغيل وتمكين الشباب ودعم التنمية المحلية والأمن الغذائي.
وكان عمدة بلدية النعمة، سيدي محمد ولد محمد، قد أشاد في كلمة قبل ذلك، بهذه الزيارة الهامة و أكد أن إطلاق البرنامج الاستعجالي للتنمية المحلية يشكل تجسيدا لرؤية رئيس الجمهورية من أجل تحقيق التنمية الشاملة والارتقاء بظروف العيش الكريم للمواطنين.
وعبر باسم كافة سكان مقاطعة النعمة عن ترحيبه برئيس الجمهورية والوفد المرافق له، معتبرا هذه الزيارة حدثا وطنيا هاما، لما تحمله من معان سامية ودلالات كبيرة، ولما تعكسه من عناية الدولة واهتمامها بمواطنيها في كل ربوع الوطن.
وأشاد بما تحقق من إنجازات ملموسة لولاية الحوض الشرقي، لامست الحياة اليومية للمواطن، من تحسين للبنية التحتية، وتنفيذ للمشاريع التنموية والاجتماعية التي عادت بالنفع المباشر على الساكنة.
وثمن قرار فتح المعهد الجهوي للتعليم الأصلي في مقاطعة النعمة الذي يعتبر مكسبا علميا وروحيا هاما يسهم في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، ويعزز رسالة التعليم والتربية في المجتمع.
وستستفيد من البرنامج القرى الواقعة في أكثر من 200 بلدية في إحدى عشرة ولاية هي: الحوض الشرقي، والحوض الغربي، ولعصابه، وكوركل، ولبراكنه، واترارزه، وآدرار، وتكانت، وكيديماغا، وتيرس الزمور، وإينشيري.
ويضم هذا البرنامج التنموي، الذي سينفذ على مدى 30 شهرا، بغلاف مالي يزيد على 260 مليار أوقية قديمة، تسع مكونات أساسية تم تحديدها حسب أهميتها وحاجة المواطن إليها وهي: التعليم، والصحة، والمياه، والكهرباء، وفك العزلة، والزراعة، والتنمية الحيوانية، وتمكين الشباب، ومكونة الصمود.
وسيمكن هذا البرنامج من تعزيز البنية التحتية في المكونات المحددة بناء وترفيعا وترميما، في مختلف بلديات الولايات الإحدى عشر المستهدفة، وهو ما يجعله من الأكثر المشاريع التنموية المنفذة في البلاد شمولية وقربا من احتياجات المواطن البسيط.
وسيتم في إطار هذا البرنامج تعميم البنى التحتية التعليمية من خلال بناء 6114 فصلا دراسيا وإعادة تأهيل 525 فصلا، وتعزيز التغطية الصحية، وتقريبها من المواطن من خلال بناء مركزين استشفائيين، و6 مستشفيات مقاطعية و32 مركزاً صحياً و204 نقاط صحية وتحويل 16 نقطة إلى مراكز صحية وإعادة تأهيل 30 مركزاً صحياً و54 نقطة صحية واقتناء 126 سيارة إسعاف جديدة.
وسيتيح هذا البرنامج توفير مياه الشرب لضمان ظروف معيشية كريمة للسكان من خلال حفر 917 بئرا ارتوازية وتجهيز 101 بئر أخرى وإنجاز 101 شبكة تزويد بالماء وتوسعة شبكات مائية، وتنفيذ مشروع لتزويد مياه الشرب لـ 222 بلدة وزيادة إنتاج مياه الشرب من بحيرة الظهر الجوفية من 12000 إلى 17000 م3/لليوم، وتعزيز الوصول إلى مياه الشرب في المراكز الحضرية، وتجهيز وإنشاء 81 برج مياه واقتناء 14 صهريجا.
وسيعمل البرنامج كذلك على تطوير فرص الحصول على الكهرباء للتجمعات الحضرية الكبرى من خلال زيادة إنتاج الكهرباء في 29 مركزا حضريا وكهربة 179 بلدة في الريف وتمديد 58 شبكات كهربائية، وتسريع فك العزلة عن المناطق الحضرية ومناطق الإنتاج، ودعم الأنشطة الإنتاجية والاستفادة من المزايا النسبية التي تتمتع بها البلاد في قطاعات مثل الثروة الحيوانية والزراعة، لترقية الإمكانات الاقتصادية الجهوية.
وسيتم في إطار البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية إنشاء أو إعادة تأهيل 43 سدا وتقوية الحواجز والسدود الصغيرة وتوزيع 875 كلم من السياج واستصلاح 101 منطقة لزراعة الخضروات، وإنشاء 39 بئراً رعوية و 183 حظيرة تلقيح وبناء 3 مسالخ جديدة وإنشاء وحدتين لتجميع الحليب وإنشاء مركز للصحة البيطرية وإنشاء مزرعة لتحسين السلالات وافتتاح صيدلية بيطرية.
ولدعم جهود تمكين الشباب وإدماجهم لمحاربة البطالة والهجرة الريفية ولدعم الروابط الشبابية، سيقدم البرنامج 14148 إعانة للجمعيات الشبابية و 656 قرضاً لمشاريع ينفذها شباب وإعداد حاضنة للمشاريع وتمويل 10 شركات ناشئة وتمويل 2328 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وتدريب 24784 شابا ودعم التشغيل لـ 590 شابا وتأهيل 5 مراكز شبابية وتجهيز 5 أخرى.
جرى الحفل بحضور الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزيرين المستشارين برئاسة الجمهورية، وعدد من أعضاء الحكومة، ووالي الحوض الشرقي، وقائد المنطقة العسكرية الخامسة، وحاكم مقاطعة النعمة، وعمدتها، ونوابها، ومنتخبي وأطر ووجهاء الولاية.