يبدأ رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، الإثنين المقبل، زيارة إلى مقاطعة كرمسين بولاية اترارزة، للإشراف على تدشين منشأة جديدة لمعالجة الطمي في محطة آفطوط الساحلي، وذلك في خطوة وُصفت بـ"المحورية" لضمان استمرارية تزويد العاصمة نواكشوط بالمياه الصالحة للشرب.
وتأتي هذه الزيارة بعد أن عاشت العاصمة مطلع أغشت الماضي لأزيد من أسبوعين أزمة عطش خانقة، أرجعتها الشركة الوطنية للماء إلى "اضطرابات مؤقتة" في التوزيع، مما أثار موجة استياء واسعة لدى المواطنين، خصوصًا في بعض الأحياء التي تأثرت أكثر من غيرها.
وقالت وزارة المياه والصرف الصحي، إن المنشأة الجديدة – التي جرى تركيبها باستخدام ماكينات صينية متطورة – تمثل "نقلة نوعية" في مواجهة ظاهرة الطمي التي كانت تحدّ من إنتاجية المنظومة، خاصة في مواسم ارتفاع منسوب الأنهار.
وأكدت الوزارة أن المنشأة أُنجزت في وقت قياسي لم يتجاوز سبعة أشهر، بطاقة معالجة تصل إلى 240 ألف متر مكعب يوميًا، وهو ما يعزز قدرة آفطوط الساحلي على تزويد نواكشوط بالمياه بشكل منتظم حتى في الفترات الحرجة.
وأضاف البيان أن هذه القدرة الاستيعابية رُوعي فيها التوسعة المرتقبة لمنشآت آفطوط الساحلي، التي يُتوقع أن تنطلق أشغالها قريبًا، لرفع القدرة الإنتاجية من 150 ألفًا إلى 225 ألف متر مكعب يوميًا.
ويعدّ مشروع آفطوط الساحلي أحد أهم المشاريع المائية الاستراتيجية في موريتانيا، إذ يزوّد العاصمة نواكشوط بالمياه عبر شبكة أنابيب عملاقة تمتد لنحو 200 كيلومتر انطلاقًا من نهر السنغال جنوبًا.
وبتدشين هذه المنشأة، تعوّل الحكومة على تخفيف حدة العطش عن مئات الآلاف من سكان نواكشوط، وضمان استدامة التزويد بالماء الشروب، في وقت تتزايد فيه التحديات المناخية والطلب المتصاعد على الموارد المائية.