
جدّد الرئيس النيجري الجنرال عبد الرحمن تشياني، اتهاماته لفرنسا بالتواطؤ مع أنصار النظام السابق لزعزعة استقرار النيجر.
و أضاف في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي النيجري مساء السبت، و امتدت لأزيد من 3 ساعات، أن "النيجر وشركائها في كونفدرالية دول الساحل يواجهون حربا نِيُو-استعمارية تُديرها قوى إمبريالية"، مشيرا إلى أن ما يسمّى بـ"الجهاديين" ليسوا سوى أدوات لخدمة مصالح جيوسياسية واستراتيجية للقوى الغربية.
و وجّه الجنرال تشياني، اتهامات مباشرة لحكومات غربية وإفريقية بتغذية الفوضى الأمنية ودعم الجماعات المسلحة.
و وصف تشياني، الرئيس إيمانويل ماكرون بـ "الألف والياء" للأزمة الأمنية في الساحل، مشيرا إلى أن مسؤولية الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، واضحة في زعزعة استقرار المنطقة، كما اتهم نيجيريا، وبنين بلعب أدوار مشبوهة في تدريب وتسليح من سماهم بـ"المرتزقة".
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الجنرال تشياني، أن وصف "الجهاديين" لم يعد مناسبا، مقترحا تسميتهم بـ"الأعوان" نظرا لطبيعة الأدوار التي يؤدونها ضمن شبكات تخدم قوى خارجية.
كما اتهم منظمات مثل الهلال الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة بتقديم تمويلات مشبوهة، داعيا إلى مراجعة شاملة لعمل المنظمات في البلاد من منظور السيادة والأمن الوطني.
وأوضح الجنرال تشياني أن استمرار إغلاق حدود النيجر مع بنين مرتبط بمعلومات أمنية دقيقة، لا يمكن للمدنيين استيعابها، مؤكدا أن القرارات السيادية تُبنى على اعتبارات عسكرية واستراتيجية.
كما أشار إلى توترات متزايدة مع الصين، خصوصا حول ملفات البترول والتعاون الأمني، مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية لا يجب أن تُبنى على الإملاء أو الانحياز لمصالح الشركات الأجنبية.
وختم الجنرال تشياني حديثه بإدانة تاريخية للنهج الاستعماري الجديد، متهما القوى الكبرى باستغلال موارد منطقة الساحل واحتقار ثقافة شعبها، مؤكدا أن زمن التبعية قد انتهى، وأن النيجر اليوم تمضي نحو السيادة الكاملة مهما كلف الثمن.
واتهم الرئيس النيجري، فرنسا بالضلوع المباشر في الوقوف وراء عمليات اختطاف لأجانب في منطقة الساحل، وبشكل خاص داخل الأراضي النيجرية، وذلك عبر شبكة من المتعاونين المحليين.
و قال الجنرال تشياني، إن شخصا يُدعى "بوبكر دابونغيل" تم تكليفه من طرف السلطات الفرنسية لتجنيد عناصر مسلحة لتنفيذ هذه المهام.
وبحسب الجنرال تشياني، فإن هذه المجموعة تقف وراء اختطاف مواطن إسباني قرب منطقة تمنراست في جنوب الجزائر، بالإضافة إلى اختطاف رعيتين، إحداهما نمساوية والأخرى سويسرية، في مدينة أغاديز شمال النيجر.
وأوضح الجنرال تشياني، أن الهدف من هذه العمليات هو خلق حالة من الذعر لدى المستثمرين الأجانب، ودفع الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التحالف مع فرنسا والضغط من أجل إعادة النفوذ الفرنسي إلى النيجر.
وأكد الجنرال تشياني أن النيجر تمتلك "أدلة موثقة" على تورط فرنسا في هذه العمليات.