في لقاء حاد وغير مسبوق داخل البيت الأبيض، تحول الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مواجهة كلامية حادة أمام الكاميرات، حيث اتهم ترامب نظيره الأوكراني بعدم الاحترام وعدم تقديم الشكر الكافي للولايات المتحدة، بينما رفض زيلينسكي تقديم أي اعتذار، مؤكدًا أن أوكرانيا لن تدخل في محادثات سلام دون ضمانات أمنية.
خلال الاجتماع الذي استمر 50 دقيقة، قال ترامب بغضب لزيلينسكي:
“أنت تقامر باندلاع حرب عالمية ثالثة!” مضيفًا:
“لا تخبرنا بما يجب أن نفعله… أنت ضعيف بلا الولايات المتحدة.”
فيما وجه نائب الرئيس جيه دي فانس انتقادًا آخر للرئيس الأوكراني قائلًا:
“أنتم تزجون بالكثير من الجنود إلى الحرب، الأفعال أهم من الأقوال.”
بينما رد زيلينسكي بحزم:
“تحدث معي باحترام.”
بعد الاجتماع، صرح زيلينسكي في مقابلة مع Fox News بأنه لن يعود إلى البيت الأبيض، ولن يقدم أي اعتذار لترامب لأنه “لم يرتكب أي خطأ.”
وأضاف:
“أنا أحترم الرئيس الأمريكي والشعب الأمريكي، وأوكرانيا لن تصمد بدون دعمهما.”
كما شدد على أن بلاده لن تدخل في محادثات سلام مع روسيا حتى تحصل على ضمانات أمنية تمنع أي هجوم مستقبلي، مؤكدًا أن المفاوضات المرتقبة ستشمل الولايات المتحدة وأوروبا.
و كان من المتوقع أن يوقع الزعيمان اتفاقية حول المعادن الأوكرانية خلال الاجتماع، لكن التوترات الحادة أدت إلى إلغاء التوقيع، ما يعكس التراجع في مستوى العلاقات الثنائية.
فيما صرح مسؤول في البيت الأبيض بأن ترامب لم يستبعد توقيع الاتفاق مستقبلاً، لكن فقط إذا كانت أوكرانيا مستعدة لمحادثات “بناءة”.
بعد الخلاف، طالب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الرئيس الأوكراني بتقديم اعتذار رسمي بسبب ما وصفه “بالتصرف العدائي”خلال الاجتماع، قائلًا:
“لقد حوّل زيلينسكي الاجتماع إلى فوضى غير ضرورية.”
لكن زيلينسكي رد قائلًا:
“لا أعتقد أننا ارتكبنا أي خطأ.”
بعد هذه الأزمة، خرجت قيادات أوكرانية وأوروبية لتؤكد أن “السلام من دون ضمانات مستحيل.”
رئيس الوزراء الأوكراني دنيش شميغال شدد على أن وقف إطلاق النار دون ضمانات سيؤدي إلى “احتلال روسي لأوروبا بالكامل.”
رئيس البرلمان رسلان ستيفانتشوك أكد أن روسيا “هي المعتدية” في هذه الحرب، وأن أوكرانيا “ضحية العدوان.”
وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها دعم زيلينسكي، مؤكدًا أن الرئيس الأوكراني “يدافع عن أوكرانيا وعن السلام العادل والدائم.”
قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي نشر بيانًا قال فيه:
“القوات المسلحة مع أوكرانيا، مع الشعب، ومع القائد الأعلى. قوتنا في الوحدة.”
هل تتراجع واشنطن عن دعم أوكرانيا؟ مع تصاعد الخلاف العلني بين زيلينسكي وترامب، يتساءل المراقبون عما إذا كانت هذه الأزمة ستؤدي إلى تقليص الدعم الأمريكي لكييف، خصوصًا في ظل انتقادات ترامب المستمرة للمساعدات العسكرية لأوكرانيا.
و هل يفتح هذا التوتر فصلًا جديدًا في العلاقة بين كييف وواشنطن، أم أنه مجرد عاصفة عابرة في المشهد السياسي؟