شارك رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الإفريقي، محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الخميس في افتتاح أعمال القمة الاقتصادية الأفريقية 2024، المنظمة في أبيدجان (الكوت ديفوار)، يومي 9 و 10 أكتوبر الجاري.
وتجمع هذه القمة، فاعلين رئيسيين من القطاعين السياسي والاقتصادي وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني، وتهدف إلى تعبئة الموارد المالية، من أجل دعم الدورة التمويلية ال21، لتجديد الموارد المالية للمؤسسة الدولية للتنمية (IDA21).
و في كلمة له في افتتاح أعمال القمة الاقتصادية الإفريقية 2024، أكد رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الإفريقي، محمد ولد الشيخ الغزواني، أن هذه القمة الاقتصادية الرفيعة المستوى، تمثل لحظة هامة في عملية التجديد الحادي والعشرين لموارد المؤسسة الدولية للتنمية.
وأعرب الرئيس أنه من أجل تلبية الحاجات الحيوية لإنعاش الاقتصادات الافريقية بعد جائحة كوفيد-19، تمت مناشدة المجتمع الدولي في أبيدجان في يوليو 2021، من أجل تجديد تاريخي لموارد المؤسسة الدولية للتنمية 20 في إطار الدورة العشرين للمؤسسة الدولية للتنمية نظراً للتحديات والحاجة للموارد الهائلة التي كان من الضروري تعبئتها على وجه السرعة، مضيفا أنه وبفضل هذا التجديد، دعمت المؤسسة الدولية للتنمية الدولية أكثر من 74 بلدًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 39 بلدًا في أفريقيا، 70٪ من أموال المؤسسة الدولية للتنمية الدولية 20 تم تخصيصها لأفريقيا من خلال التمويل الميسر للمشاريع التحويلية.
وقال إن العديد من البلدان في إفريقيا، تمثل الموارد المعبأة من خلال المؤسسة الدولية للتنمية الدولية أكثر من 50% من تمويلها الخارجي، معتبرا أن هذه الموارد تخصص للخدمات الاجتماعية الأساسية، والقدرة على التكيف مع المناخ، والبنية التحتية.
ورحب رئيس الجمهورية بإنشاء شباك الفرص العالمية والإقليمية (GROW) في إطار المؤسسة الدولية للتنمية 21 لتمويل البنية التحتية الإقليمية للربط، مؤكدا دعمه الكامل لها، مضيفا أنه بفضل المؤسسة الدولية للتنمية، استفاد أكثر من 14 مليون شخص من النفاذ إلى الماء الشروب بين عامي 2017 و2022، كما تم تكوين أكثر من 16 مليون شاب من أجل التوظيف، مضيفا أن الأزمات الاقتصادية والصحية والأمنية والمناخية المتعددة الأوجه التي تواجه العالم اليوم لم تفتأ تتفاقم مما عمق مواطن الضعف في الاقتصادات، وحد من الفرص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأثر في التقدم المحرز على مدى عدة عقود، مضيفا أن الصعوبات المرتبطة بتشغيل الشباب، لا تزال تتفاقم، مما يشكل تحديا حقيقيا لبلدان القارة، خاصة وأن أكثر من مليوني شاب يتقدمون لسوق العمل كل شهر.
وقال الرئيس إن هناك حاجة ملحة لزيادة دعم المؤسسة الدولية للتنمية التي تظل دعامة أساسية لدعم وإنجاح جهود افريقيا لدعم الاقتصادات وتعزيز النظم الصحية والتعليمية والتكيف مع تغير المناخ في القارة.
وأكد أن البلدان الإفريقية دعت في ابريل الماضي في نيروبي، بالإجماع، إلى تجديد طموح لموارد المؤسسة الدولية للتنمية 21 بمبلغ 120 مليار دولار أمريكي، معتبرا أن الدافع وراء هذه المناشدة هو حجم التحديات التي تواجهها القارة، وضخامة الجهود اللازمة لوضعها على مسار النهوض والتنمية، معتبرا أن تمويل المؤسسة الدولية للتنمية سيمكن بدون شك من استئناف مسيرة افريقيا نحو تحقيق أهداف الألفية وأجندات 2030 و2063 من خلال تطوير البنية التحتية لدعم النمو ورأس المال البشري، ومن خلال وضع السياسات اللازمة للتكيف مع تغير المناخ، دون المساس بجهودنا لمكافحة الفقر والتفاوت.
واعتبر رئبس الجمهورية، أنه لا ينبغي النظر إلى عملية تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية على أنها عملية تمويل، بل كعمل تضامني ومسؤولية كبيرة للحفاظ على عالم تتعدد فيه التحديات والتهديدات وتكثر فيه مخاطر زعزعة الاستقرار وانهيار بعض البلدان، داعيا إلى تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية بما يتماشى مع احتياجات وتوقعات شعوب القارة، ومعبرا عن الالتزام بمضاعفة الجهود لزيادة تعبئة الموارد المحلية، من خلال إجراء إصلاحات مالية، وتحسين إدارة الموارد الطبيعية ومكافحة الفساد بشكل أكثر فعالية، وبتشجيع مشاركة القطاع الخاص في عملية التنمية من خلال جملة أمور، منها إنشاء برامج للشراكة بين القطاعين العام والخاص، لا سيما في مجال بناء وتسيير البنية التحتية لدعم النمو، معبرا عن استعداد افريقيا لتحمل جميع مسؤولياتها، مطالبا بتضامن الشركاء والمجتمع الدولي لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجهها القارة.
وأكد نيابة عن الاتحاد الإفريقي، التزام القارة بالعمل يداً بيد مع المؤسسة الدولية للتنمية وجميع الأطراف المعنية لضمان تجديد ناجح لموارد المؤسسة الدولية للتنمية 21بما يصل إلى 120 مليار دولار.