أعلنت سينثيا كريشت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في نواكشوط «أن حكومتها قررت إطلاق حملة توعية «لتبديد الخرافات والمفاهيم الخاطئة المحيطة بالهجرة، مع التركيز على مختلف الطرق القانونية المتاحة لأولئك الذين يطمحون إلى زيارة الولايات المتحدة أو بناء حياتهم فيها».
وذكر إيجاز للسفارة الأمريكية بنواكشوط «أن السفيرة التقت الرئيس محمد الشيخ الغزواني الخميس»، ويعتقد متابعو هذا الشأن أنها ناقشت معه قضية تدفق المهاجرين الموريتانيين المتسللين إلى الأراضي الأمريكية، والتي باتت الشغل الشاغل لحكومة الولايات المتحدة بعد أن تحدثت الأخبار عن قفز آلاف المهاجرين الموريتانيين المتسللين فوق جدار الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وأوضحت السفيرة كريشت في بيان مطول لها: «أن الحكومة الأمريكية سمعت مؤخرًا المزيد والمزيد عن قيام الموريتانيين برحلة خطيرة، وغير مؤكدة في كثير من الأحيان، من أجل «القفز عبر الجدار» إلى الولايات المتحدة»، مضيفة: «أننا في بعض الحالات، نسمع قصصًا عن الصعوبات والمخاطر التي يواجهها هؤلاء في محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة، ومن المؤسف أن ذلك شمل أيضًا وفاة بعض من الذين يقومون بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر».
وتضيف السفيرة: «إن الولايات المتحدة تُعرف منذ فترة طويلة بأنها منارة للمهاجرين القادمين إلى شواطئها. ونتيجة لذلك، لدينا العديد من الطرق التي يمكن للأشخاص من خلالها الهجرة قانونيا إلى الولايات المتحدة، طبقا للمسارات القانونية المفتوحة لذلك».
وتحدثت السفيرة عن مجموعة متنوعة من التأشيرات التي توفر الدخول القانوني إلى الولايات المتحدة، من بينها «التأشيرات السياحية والتجارية المعروفة، وتأشيرات العمل والعبور، وتأشيرات الطلاب المتخصصة، والتأشيرات المصممة لمتخصصي الرعاية الصحية مثل الممرضين والأطباء»، وهو ما يؤكد، بحسب السفيرة، «انفتاح الولايات المتحدة على الأفراد والمهارات التي تساهم في بناء المجتمع الأمريكي».
وزادت السفيرة مؤكدة: «أن إحدى أبرز المبادرات التي قدمتها الولايات المتحدة في القرن الماضي هو برنامج تأشيرات التنوع الخاص بتصحيح التمثيل الناقص لبعض البلدان في الولايات المتحدة»، مضيفة: «أن البرنامج يوفر فرصة فريدة لمواطني بعض البلدان، بما في ذلك موريتانيا، لتأمين مسار قانوني إلى الولايات المتحدة».
وقالت «من المدهش، أنه على الرغم من الإمكانات التي يحملها برنامج التنوع، فإن القليل من الموريتانيين يقدمون طلبهم لهذا البرنامج. ومع ذلك، فإن العديد منهم اختيروا لهذا البرنامج وسافروا إلى الولايات المتحدة مع أسرهم، ويساهمون الآن بمهاراتهم وثقافتهم ووجهات نظرهم في النسيج المتنوع للمجتمع الأمريكي».
تقول السفيرة كريشت: «وفي حين أن السبل القانونية تمهد الطريق لمستقبل آمن وواعد، فمن الأهمية بمكان أن نعترف بالمخاطر الجسيمة المرتبطة بالهجرة غير الشرعية: فالرحلة محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك التهديد بالاغتصاب والسرقة والمواجهات الخطيرة مع العصابات الإجرامية».
و تأتي هذه الحملة الأمريكية المضادة لهجرة الموريتانيين مع تأكيد مصادر رسمية أمريكية أن حرس الحدود الأمريكي أوقف نحو 14000 مهاجر موريتاني، بعد عبورهم الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.
وبحسب الإحصاءات الرسمية في الولايات المتحدة، فإن هذا العدد يمثل زيادة بنسبة 600% عن نفس الفترة من عام 2022؛ حيث لم يُعتقل سوى 228 مهاجرًا موريتانيا متسللا فقط.
ويعبر معظم المهاجرين الموريتانيين الحدود الأمريكية عبر ولاية أريزونا، وتصنفهم السلطات الأمريكية في خانة «الحالات الخاصة»، لكونهم قادمين من بلاد «غير آمنة» تنتشر فيها «الجريمة والإرهاب»، وفق تقارير وزارة الخارجية الأمريكية.