نحن الذين قبلنا ورضينا بتولي وظائف سامية في الدولة ومسؤوليات عن الهم العام والمال العام في بلد فيه جوع وعطش وفقر وبطالة، وتحوم فيه الشكوك حول جل المسيّرين إلاّ من رحم ربك .. علينا أن نتحمل النقد بصدر رحب ونفتح قلوبنا وآذاننا لمطالب الناس - كل الناس - وآرائهم ومقترحاتهم وخاصة منهم الشباب المثقف والمتحمس للإصلاح والتغيير الذي يكمل دور الاعلام والأحزاب والمنظمات في كشف النواقص والثغرات والهفوات.. قدَرُنا أن نستمع إليهم بلطف وسعة صدر لأنهم بهذا يشاركون في الشأن العام ويمارسون حقهم في النقد والمراقبة والمحاسبة. لا مؤاخذة عليهم بتفريغ غضبهم والتعبير عن ألمهم لحالهم وحال بلدهم بحسب رأيهم حتى ولو ترافق ذلك أحيانا مع جرعات قاسيّة من "التنفيس" و"الترويح". علينا أن نتذكر قصة المامون مع الكاتب على جدار قصره.
"إذا لم يكن للمرء في دولة امـرئ
نصيب و لا حظ تمنّى زوالها
وما ذك من بغــْضٍ له غـــير أنه
يرجى سواها فهو يهوى انتقالها
بهذا المنطق، كنت ولا زلت أعتقد أن اختيار التعاطي والتفاعل الإيجابي مع منشورات الشباب إعجابا وتعليقا ربما يكون أحسن من التجاهل والإعراض والتصامم عن إسهاماتهم مهما كانت موغلة في التشدد والعنف اللفظي.
سرتُ على هذا النهج منذ 2012 إلى الآن. وسعدت جدا بمرافقة مسؤولين آخرين (وزراء وقادة وزعماء) ساروا في نفس الاتجاه.. لم أكن يوما واحدا طرفا في نزاع أو سجال أو جدال .. وسأبقى معكم على هذا النهج - بإذن الله- نهج التكامل والتناغم بين الأجيال وتلاقح الأفكار في كنف الاحترام والتقدير المتبادل.
من دوّن وأصاب فله أجران .. ومن دوّن ثم أخطأ فله أجر.
ولا تثريب على أحد.
أشكركم والسلام عليكم.