بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
لقد ظل حزبنا طيلة ثلاثة عقود من الزمن يناضل بجد و إخلاص في ظروف بالغة الصعوبة من اجل بناء دولة القانون والمؤسسات؛ وذلك من خلال الدعوة إلى تقوية اللحمة الوطنية؛ والانسجام الاجتماعي والمكافحة الجادة للفساد ـ الذي ظل ينخر مفاصل الدولة ـ والعمل على القصاء على العبودية وآثارها وتقليص الفوارق الاجتماعية الشاسعة، وتسوية العالق من ملفات حقوق الإنسان و المظالم، وبناء منظومة صحية واجتماعية يستفيد منها كافة الشعب، والقضاء على البطالة التي يعاني منها جزء كبير من القوى الحية؛ ومن الشباب على وجه الخصوص، وهي أهداف لن تتحقق إلا من خلال بناء نظام تعليمي وصحي ناجع في ظل و تحت حماية جهاز قضائي مستقل و إدارة محايدة و فعالة وجيش جمهوري قوي يحفظ حوزتنا الترابية.
وقد ضحى مناضلونا بالغالي والنفيس من أجل هذه المثل والأهداف، وصمدوا في مواجهة الأنظمة الاستبدادية التي توالت في هذا البلد، رحم الله من قضى نحبه منهم، ووفق الباقين للحق، ولقد كانت المرأة التكتلية مقدامة ومضحية في ملاحم معركة التغيير والإصلاح، واليوم يحمل شباب أوفياء وخلص المشعل لتحقيق ما نصبوا إليه من قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتضامن.
ولئن كان حزبنا لم يتول دفة الحكم ولا مقاليد السلطة فقد حصل له، رغم ذلك؛ الشرف والمجد الكبير بأن تبنت غالبية الطبقة السياسية من معارضة وموالاة ما تشبث به من أهداف كبرى وخطاب سياسي متبصر أصبح اليوم محل إجماع وطني.
وينعقد المؤتمر الاستثنائي اليوم في ظرف وطني يتميز بجو من الانفتاح والتهدئة السياسية في قطيعة واضحة مع أسلوب التعاطي مع المعارضة الذي اتبعته الاحكام السابقة، وهو ما خلق مناخا للتشاور بين المعارضة الديمقراطية والأغلبية، تمخض عنه توقيع اتفاق بين الحكومة والأحزاب السياسية يرمي إلى تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة آملين أن تكون مرضية للجميع.
كما ينعقد مؤتمرنا في وقت تعيش فيه بلادنا أوضاعا تسود فيها الدعوة الى القبلية والجهوية والشرائحية، مما أصبح يهدد انسجام المجتمع وتماسك نسيجه الأهلي، ويهدد بالتالي ديمومة الدولة على ربوع التراب الوطني، وتأتي هذه الوضعية في ظل ظرف دولي بالغ الخطورة يمتاز بقيام شبه حرب عالمية وباستفحال مجموعات الإرهاب والتهريب على حدود بلادنا الشرقية، وانتشار عدم الاستقرار في منطقة الساحل التي نحن جزء لا يتجزأ منها، دون أن ننسى التوتر المتزايد الحاصل بين أشقائنا على حدودنا الشمالية.
إن حزب التكتل ما فتئ يحض على تلاحم الموريتانيين لمواجهة هذه التحديات الداخلية والخارجية، ويدعو الى قيام جبهة وطنية عريضة تعمل على وحدة الشعب الموريتاني من أجل تجاوز كافة المخاطر المحدقة به.
وإيمانا منه بأن الحوار بين الفرقاء السياسيين هو النهج الأقوم لكل عمل سياسي وطني جاد من أجل تحقيق توافق وطني كفيل بالمضي قدما بالبلاد إلى المزيد من الوحدة والتماسك الاجتماعي، والديمقراطية والتنمية، قرر حزبنا إتاحة الفرصة لكل دعوة قيم بها في هذا السبيل، وظل يتجنب كل ما قد يعيق تحقيق هذا الهدف، ويقف عقبة دون تجسيده في إجراءات عملية ملموسة.
وهذا ما حدا بالمؤتمر الاستثنائي إلى الإعلان عن مشاركة الحزب في الاستحقاقات الوطنية القادمة، ويدعو مناضليه ومناصريه إلى الانخراط في عملية التسجيل على القوائم الانتخابية، وإلى الدفاع عن خط الحزب ونهجه الوارد في إعلانه السياسي.
نواكشوط، 13 رجب 1444 الموافق 04 فبراير 2023
المؤتمر