وجه نائب رئيس مجموعة بوعماتو محمد ولد الدباغ رسالة إلى قائد أركان الجيوش، يستعرض فيها ما وصفها بـ "بعض الخدمات" التي أسدتها مجموعته وقدمها شخصيا للبلد بشكل عام وللجيش بشكل خاص.
وشكا ولد الدباغ من المضايقات التي تعرض لها ابتداء من فبراير 2013، مضيفا: "لم أكن، حضرة الجنرال، أحسبني أستأهل هذا التحامل من وطني الأم الذي خدمته على الدوام بحصافة وفاعلية، وغالبا في ظروف صعبة".
وقال ولد الدباغ إنه وخلال فترة رئاسته لشركة موريتانيا آيرويز تم إبلاغه في 16 سبتمبر 2010 بحاجة الجيش الاستعجالية لطائرة تنقل فرقة من مغاوير النخبة من أطار إلى النعمة، موضحا أن تدخل الشركة تطلب عودة طائرة كانت قد أقلعت من باماكو باتجاه أبيدجان، وتوجيهها لنواكشوط ثم أطار، مع اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية المصاحبة.
وتضيف الرسالة أنه وبعد يومين فقط تلقت شركته إنذارا بعد نفاد وقود طائرتين لسلاح الجو الموريتاني في تمبكتو، وتطلب الحل الذي قامت به الشركة تفكيك مقاعد إحدى طائراتها لتحل محلها علب الكيروزين والذخيرة، مشيرا إلى أن الطائرة تعرضت لخطر جسيم، وقال ولد الدباغ إن بوعماتو أعطى تعليمات صريحة بتكفل مجموعته بكافة تكاليف العملية دون أن تنفق فيها أوقية واحدة من ميزانية الدولة.
وجاء في الرسالة أن ولد الدباغ أشرف أيضا على عبر طائرة خاصة على رحلة سرية لوزير العدل عابدين ولد الخير إلى باماكو في أغسطس 2010، كما شارك في عملية نقل عمر الصحراوي إلى مالي ضمن العملية التي مكنت من تحرير الرهائن الإسبان المختطفين على طريق نواذيبو.
وقال ولد الدباغ إن القطاع الخاص قرر تقديم الدعم اللامشروط للجيش بعد عملية لمغيطي في 2005، حيث كلفه رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو الذي يرأس اتحاد أرباب العمل، بالاتصال بمعتمد الجيش العقيد حينها الداه ولد المامي ليضع تحت تصرفه ما قد يطلبه من معدات وتجهيزات مدنية، كان من بينها عجلات من مختلف الأحجام وبراميل لنقل المياه، مشيرا إلى أن الجيش أشاد بتضامن اتحاد أرباب العمل مع القوات المسلحة.
وإضافة إلى مساعدات مجموعته للجيش، أضاف ولد الدباغ أنه قدم العديد من الخدمات للرئيس محمد ولد عبد العزيز من بينها التكفل بزياراته إلى السنغال وفرنسا، وجولته في الداخل عام 2009، ونقله للمشاركة في عيد الاستقلال المالي عام 2010 رفقة وفد كبير، إضافة إلى تنقلات زوجته وأولاده وأصهاره من موريتانيا إلى أوروبا ودبي والسعودية.
وقال ولد الدباغ إنه وبعد وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز حلت محل قيم الاعتراف بالجميل قيم "نكرانُ الجميل والكذب والكراهية المجانية والرشوة الممنهجة والثراء الشخصي لعزيز وشرذمة من حوله".
كما أشار إلى أنه وولد بوعماتو ليسا وحدهما ضحايا من أسدوا إليه "خدمات لا تقدر بثمن"، مؤكدا أن الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال "كان أيضا منذ 2008 وحتى وفاته ضحية أخرى من ضحايا نكران عزيز للجميل. فقد حُرم من كافة الامتيازات المرتبطة بوظيفته كرئيس سابق للدولة، على الرغم من طلباته المتكررة ومن الدعوى التي اضطر لرفعها".
وتساءل ولد الدباغ في رسالته:
ما الذي جنيتُه مقابل الخدمات الجليلة التي قدمتُها للأمة؟ هل تم توشيحي؟ هل نلتُ أي نوع من الاعتراف؟ هل اتصل بي قائد أركان الجيوش، ولو مرة واحدة، للتعبير لي عن عرفانه؟ هل كلف أحدا بذلك؟ هل قدَّر حقَّ قدرها تلك الخدمات الوطنية السامية؟ هل عبر لي عن أي نوع من أنواع التعاطف لما أودِعْتُ السجن ظلما يوم 5 فبراير 2013؟ حسب علمي، لم يحدث أي شيء من هذا؟
ولفت ولد الدباغ إلى أنه شخصيا ومجموعة بوعماتو "لم نندم يوما على ما قمنا به خدمة للأمة، بل أكثر من ذلك، تأكدوا، حضرة الجنرال، أننا جاهزون في أي وقت لمساعدة بلدنا الذي لا تزال تترصده مخاطر عديدة".