في خطوة جديدة نحو تسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين، تستعد إسبانيا لإطلاق تصريح إقامة جديد متاح للأشخاص الذين هم في وضع غير نظامي والذين لديهم عمل. وللحصول على هذا التصريح المسمى "Arraigo Sociolaboral"، إليك المعايير الواجب استيفائها:
أن يكون الشخص المعني في وضع غير نظامي وقت تقديم الطلب.
إثبات التواجد المستمر على الأراضي الإسبانية لمدة سنتين على الأقل.
عدم إصدار إشعار بالطرد من البلاد بحقه.
الحصول على عقد عمل موقع من قبل صاحب العمل. يجب أن يضمن هذا العقد الحد الأدنى للراتب المطبق في إسبانيا، أي 1134 يورو شهرياً، أو الراتب المحدد لقطاع النشاط المهني المختار. كما يجب أن يغطي هذا العمل مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
وفي حالة العمل بدوام جزئي أو لصالح عدة أصحاب عمل، يمكن تقديم كافة العقود على أن يصل مجموع ساعات العمل إلى 20 ساعة أسبوعياً على الأقل، مقارنة بـ 30 ساعة سابقاً.
تقديم سجل جنائي نظيف، في إسبانيا وفي بلدان الإقامة الأخرى، على مدى السنوات الخمس الماضية.
نتائج غير مقنعة لتصريح الإقامة من خلال التدريب
ويضاف تصريح الإقامة هذا إلى التصاريح الأخرى التي تتيحها الدولة، والتي يمكن الوصول إليها بشكل خاص من خلال الحصول على التدريب المهني. وبناء على هذه التصاريح، فمنذ آب/أغسطس 2022، يمكن للأشخاص الذين هم في وضع غير نظامي ويقيمون في البلاد لمدة عامين على الأقل الحصول على تصريح إقامة لمدة 12 شهرا، بشرط تلقي التدريب المهني الكامل في القطاعات التي تفتقر إلى العمالة، وهي السياحة والنقل والزراعة والبناء.
وكان قد أثار الإعلان عن هذه التصاريح الخاصة بالتدريب "Arraigo para la formación"، آمال الآلاف من المهاجرين غير النظاميين في البلاد.
لكن وبعد مرور عامين، جاءت النتائج مختلطة، بناء على ما نشرته وكالة الأنباء الإسبانية "EFE"، والتي اعتبرت أن الإصلاح "لم يلب التوقعات بالكامل". ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، بين صيف 2022 ونهاية عام 2023، استفاد من القانون الجديد 23.097 مهاجرا، أمضوا في المتوسط عامين ونصف في وضع غير نظامي. وعلى الرغم من أن هؤلاء المستفيدين تمكنوا من متابعة التدريب المطلوب، إلا أن 1,347 فقط حصلوا على عقد عمل في النهاية.
"العمل غير الرسمي هو الحل الوحيد"
يشكل الوصول إلى العمل في إسبانيا تحديا للعديد من المهاجرين، ما قد يعقّد من وصول الشخص المعني إلى تصريح الإقامة الجديد الذي اقترحته الحكومة. ووفقا لـ"يوروستات"، المكتب المسؤول عن إحصاءات الاتحاد الأوروبي، فإن 18.9% من الأشخاص المولودين خارج الاتحاد الأوروبي عاطلون عن العمل في إسبانيا، مقارنة بـ11.6% من الإسبان.
ولم يكن أمام لامين سار، وهو مهاجر سنغالي يعيش في برشلونة، خيار سوى اللجوء إلى البيع في الشوارع عندما وصل إلى إسبانيا. وقال لمهاجر نيوز "كان العمل غير الرسمي هو الحل الوحيد لأنني لم أملك تصريح إقامة، وقضيت ثلاث سنوات في بيع الأشياء في الشارع، وكان عليّ الاكتفاء بالراتب الضئيل الذي أتقاضاه".
من ناحية أخرى، بالنسبة للمهاجرين الذين يعيشون في وضع قانوني، فإن الوصول إلى سوق العمل على الأراضي الإسبانية أسهل من أي مكان آخر في أوروبا. ووفقا لدراسة أجراها البنك المركزي الإسباني، يبلغ معدل توظيف المهاجرين 78%، متقدما على ألمانيا (73%) وإيطاليا (71%) وفرنسا (70%). غالبية هؤلاء العمال الذين وصلوا مؤخرا إلى إسبانيا يتحدرون من أمريكا الجنوبية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والمغرب والجزائر.
وفي نهاية عام 2023، شغل العمال الأجانب 30% من الوظائف التي تم إنشاؤها في إسبانيا منذ الوباء، ما يعادل 2.67 مليون شخص، وفقا لأرقام الضمان الاجتماعي.