يعود مصطلح التضخم إلى الإقتصاد وهو يعني فيما يعنيه كثرة الراتب مع ضعف قيمته الشرائية ..
ذاك أيضا قد حصل فى مجال القيم
فلم تعد( وخيرت )هي كما نعرفها سابقا عند من مضوا شهادة احترام وتقدير لا يستحقها إلا من كثر خيره وقل شره أما اليوم فقد رأبناها تقال لأشخاص معروفون بالسفاهة بل وبالوقاحة فى بعض الأحيان !!
كانت ( وخيرت )شهادة الكبار للكبار اما اليوم فقد راينا الصغير يقولها لصغير مثله ويقولها السفيه لصاحبه بل ويقولها الصالح للسفيه فى بعض الأحيان !!
إذن (وخيرت ) قد تضخمت قيمتها للأسف فلم تعد شهادة من أغلى الشهادات التى يبحث عنها الافراد بل والاسر والجماعات ..
تضخم أيضا مصطلح محاربة الفساد فلم يعد يعني فيما يعنيه منع المسؤول عن الخوض فى المال العام بل إنه قد يعني عكس ذلك مزيدا من الفساد والإفساد ..
تضخمت أيضا الوظائف فلم تعد لها تلك المكانة فى نفوس الناس لانعدام المعيارية فيها مما جعل الطامحين للمناصب السامية هم بعدد الكائنات الحية الساكنة على هذه الارض !!
تضخم أيضا مصطلح السياسي فلقد كان هذا المصطلح يطلق على الشخص المهتم بالشأن العام والطامح للتغيير نحو الأفضل أما اليوم فلم يعد هو ذاك بل أصبح يطلق على فئات من الناس ليست بذاك على كل حال ..
تضخم أيضا مصطلح الفقيه والدكتور فأصبحت الألقاب العلمية ملكا للعامة واما الفقيه وقد كان يعني المجتهد فقد أصبح يعنى حافظ بعض نصوص المذهب !!
تضخم أيضا الراتب فلم يعد راتب الأستاذ الجامعي يكفيه ولقد كان راتب المعلم يعيل به قبيلة !!
تضخم أيضا مصطلح التجربة والكفاءة فلم تعد الكفاءة قدرة زائدة على الإنجاز فى التخصص بل أصبحت مثل وخيرت أمرها مشاع بين الناس وأصبحت أثرا بعد عين ..
الكفاءة تعني المعلم المقتدر ولا تعنى المعلم فقط وتعني المهندس الخبير ولا تعني المهندس فقط وتعني الطبيب الماهر ولا تعني الطبيب فقط ..
ليس أخذ الشهادة فى التخصص يعني الكفاءة بل يعني التميز فى التخصص والقدرة على الانجاز فيه ..
تضخمت أيضا قيمة الكذب حتى أصبح الكذب يعني فيما يعنيه القدرة على الاحتيال والمراوغة ..
لقد اصبح الكذب على الشعب سياسة لا كذبا وأعرف أشخاصا فى هذه الحكومات كلهم أكذب من صاحبه ولو عاش عرقوب بيننا لعرف أن كذب اصحابنا يفوق كذبه ولطالب العرب بتغيير أمثالهم !!
الشاهد في كل هذا أننا نحتاج إعادة صياغة مناهجنا القيمية أكثر من احتياجنا لصياغة مناهجنا الإقتصادية !!