حنين | موريويب

حنين

ثلاثاء, 05/10/2016 - 15:28

حبي

هي نفسها أشياء الماضي,مغامراته الصغيرة ليس من شي جديد سوى هذا الخوف الممزوج بالجنون ,هو خرج منذ الصباح من بيتهم وما عاد !علامة التعجب هذه تثير الإعجاب والتعجب من إصرارها على التواجد والوجود ففي مصر أصبح العادي ان يخرج احدهم ولا يعود

حبي

اليوم وبعد ان سافرت الدنيا عن دنيها اجلس وحدي وأفكر في الماضي واسأل هل ترانا عشنا رواية حب ام ترانا عشنا هلاكنا ؟هل كان الزمان يمشي معنا ام كان يسخر منا ويمزق الجسر القوي الجميل الذي نسجنا حباله باعصابنا وأصابعنا

حبي

كنت احبك حبا يأخذني الى الكوارث وكان حبك يأتي بعد ليلة سوداء لا شي فيها يلمع سوى حبات دمعك , يأتي كحارس أمين يقظ ويسكب على نيراني ماء بارد فاساله ترى هل يتوقف فكرك عندما يمر خلسة اسمي من بين الاسامي

حبي

يبعد المكان عن الزمان الذي كان فيه بعد ذاك الزمان الذي أنا فيه , هو في مدينة لا, هو في قرية لا,هو في حي لا, هو فيها هي , هو ضمير هكذا نطقت الفصحى وحكمت , افلن تنطق الهاء كي تنذر بقدوم الواو خلفها ملتصقة كوليد يمسك ذيل أمه , الضمير هو, ألن يصمت واوها لعل الهاء فقط من الاستحياء والتردد تخشى منها هي او أنت , هو ضمير فلمن يشير هذان الحرفان اللذان ينطان في مسامع كأطفال الحواري , هو من هو؟ علامة الاستفهام مهما كان السؤال متواضع لابد ان تحتفظ بهالتها وكبريائها وعنجهيتها وكأنها بقدمها الوحيد اليتيم تدوس بقوة وإصرار وعناد على النقطة تحتها وكأنها تقول لليد التي خطتها :حتى وان التويت بين أصابعك يا هذا ,حتى وان تعوجت ابقى في النهاية خاتمة سطر وفكرة ولن اكتمل كتلك التي تغني وعقلها لا ساقها يعرج

هو في مدينة هكذا يقول ناسها والزوار اما هو فلن يقول وهو بعيد عن مصر رغم انه في سجن سكن قلب القاهرة سوى انه في بلدة , ولماذا بلدة ؟ لأنها بلد ربما يكون وطن فقط أضيفت تاء مربوطة بعناية كأعمة الدعاة

حبي

يشيخ في صدري الحنين حتى ينبثق كشعر صدر رجلا ستيني ما ترك تصاريف الدهر تعبث ببدنه ووجهه الحنطي

حبي

يبلغ الصبا ويشب في عقلي ديوان كلماتك المطرزة في الذاكرة بحروف ماسية واشم من بعيد كلماتك تصفين رائحة دخان سجائري بأنها كرائحة المسك فهل تتذكرين؟ أتمنى ان لا تكوني بذاكرة سمكة!

 

                                                                       سميرة حمادي فاضل

                                                    الخامس من ايار