قاهرة المعتز | موريويب

قاهرة المعتز

جمعة, 05/06/2016 - 13:22

   في الامصار النائية لا تتعب الأخبار في الوصول الى اذان سامعيها من ساكني مصر القريبة, لا ينتابها الكلل فبكبسة زر تصل لتقول بأن الأمطار داست بقطراتها المتذبذبة عندما تكون جامدة وبالاخرى السائلة نقطة الوصول , يقول مناخ الأمصار النائية لساكني مصر بأن الأمطار والثلوج مرت من هناك حيث القطب الذي كان جنوبي ومن وسائل الاتصال الكاذبة أصبح بمواصفات الشمالي , يقول المناخ لساكني مصر بأن الثلوج والأمطار مرت من هنا تحملها غيوم من غضب الله على حاكم مصر بدت من  اقترابها من الأرض وكأن الأرض ليست سوى أذيال الغيوم بكسل وخيلاء تجرها . في العالم الذي لابد ان يكون اخر جلس عبد القادر القرفصاء ,هو اليوم بلا اسم والده وفي العالم الأول كان بلا به , هو اليوم بلا اسم عائلة وكان في العالم الأول باسم عائلته يصف نفسه باسم موطنه بحرف ياء جميل انثنى وينثني عندما يخط لوحده  عند المؤخرة وحرف الياء عندما يأتي في المؤخرة لا كما البشر تكون له القيادة ,جلس عبد القادر يثرثر مع نزار , ابتسم حتى بانت أنيابه الحادة وقال :ايه يا نزار أين قارئة فنجانك ؟ومع من تراها تجالس اليوم هي والفنجان ؟ لم يرد نزار الابتسامة وفي حنجرته اغتصت الحروف وتجمهرت حتى شكلت تفاحة ادم ,هو لا يريد البكاء ولن يولول مثل النساء يمقت نزار العويل والضعف ,سيطر رغم كل الواقع وقال :ايه عبد القادر يا من كنت ولازلت رغم عدم حفظ الألقاب جزائري , عاتبا أنا ولولا حلمي لكنت غاضب من كل من حمل اسم عبد وتلاه  احد التسعى والتسعون اسم , عاتبا أنا خصوصا على عبد الحليم فقد غناني في الحب ولم يغنني في الحرب وليت عندي عامل بريد ,كرر عبد القادر الابتسامة وقال : ولماذا ليت فلعلنا نعود لزمن عمر او عبد الملك فالأول أول من انشأ البريد والأخير طوره حتى شيد جامع عمر في القدس ومعه قبة الصخرة  ولربما كانت حجارتهم منقولة عبر أبواب دمشق الفخمة ولكن لعلي اسأل ماذا تقول رسالتك ؟ ابتسم رغما عن انفه المرسوم بعناية نزار وتمنى في قرارة نفسه لو ان لديه ابتسامة سليمان من ما تفوهت به نملة ,تبسم وقال :أقول في رسالتي( فتش عن المراة ) فتش عنها اليوم في نجد والحجاز فلو كانت هناك امرأة لأنجبت رجلا بمواصفات محمد بن القاسم الثقفي الذي فتح السند وعمره ثمانية عشر عاما , فتش عن المراة  في البحرين  ستجد حفيدة تلك الغانية التي ادعت العلاقة بمحمد الثقفي حتى سجن ومات في سجنه , فتش عن المراة لعلنا لا نحزن لموت رشيد عالي الكيلاني ونحزن حقا على فيصل الثاني  والوصي على عرشه , فتش عنها علنا نعرف هل انتحرت صديقة وممرضة هتلر ام انها قصة مختلقة , فتش عنها علنا نفهم سر صبر وجلدة زوجة أول من حكم من أتباع البنا , فتش عنها علنا نفهم لماذا تتوارى عن الأنظار انتصار وشالها المحكم على الرأس بينما بعلها يعبث برؤوس ساكني مصر,وفتش عن رجل يرفض الهجرة الإجبارية إلى حيث باقات زهور تستعرض ألوانها المستفزة على أرصفة الطرقات , إلى حيث لا وطن بل من الممكن جدا ان تكون مواطن , قاطعه الصمت , قاطع نزار يطلب منه الصمت , سكت الاثنان , قال الصمت : يقال بأن محمد ولد يوم الاثنين ومؤكد ولد في شهر ربيع , أكمل الصمت ,أتعرفان بأن في هذا الزمان دخل الدير مغني كان اسمه ربيع ؟أتعرفان بأن في ذات الزمان هنالك ما يسمى الربيع العربي ؟استفسرا عنه واسألا حاكم مصر واسألاه أيضا كم يبلغ عدد المساجين واسألاه أيضا كم تبلغ ديون مصر واسألاه أيضا هل يجدي التبرع بجنيه حتى وان كان العدد أكثر من تسعين مليون , صبح على مصر بجنيه!يا هذا يا حاكم مصر صباح الخير من القلب واحدة تساوي أكثر من تسعين مليون يورو وليس دولار ,اسألوه عن ديون مصر فعندما كانت القاهرة هي الفسطاط كان على عمرو بن العاص لا دين .                      

 

 

                                                                             سميرة حمادي فاضل

                                                               21-04-2016