افتتحت اليوم الخميس بنواكشوط الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين موريتانيا وغامبيا، برئاسة مشتركة بين الوزير الأول المختار ولد اجاي، ونائب رئيس جمهورية غامبيا محمد باشير سيدي جالو.
وأكد ولد اجاي في كلمة في افتتاح الدورة أن انعقادها يشكل "علامة فارقة في مسيرةٍ حافلةٍ بالتعاون المثمر والتضامن الراسخ، بما يبرز عمق الأواصر الأخوية وصلابة الروابط التاريخية المتجذرة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، والمبنية على إرث حضاري وثقافي مشترك، شكّل على مرّ العقود أساسًا متينًا لشراكة بنّاءة وتفاهم عميق".
وثمن ولد اجاي ما يشهده التعاون والتضامن بين البلدين الشقيقين من نمو وتطور مضطرد، كما عبر عن "ارتياحه التام لتطابق الرؤى بين قائدي البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وحرصهما الدائم على توطيد التعاون في كبريات القضايا التي تهم منطقتنا وقارتنا والعالم".
وتحدث ولد اجاي عن تركيزهم خلال الدورة الحالية على ما يحقق المصلحة المشتركة، من جهة، وعلى تغليب مبدأي النجاعة وقابلية التفعيل السريع من جهة أخرى.
وقال ولد اجاي إنهم استطاعوا تحديد العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تغطي جملة من المجالات المختلفة الضرورية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدين، ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر ميدان التبادل التجاري، والشراكة في قطاعات الصيد والنقل البحري، والتعاون في مجال الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة.
وأكد ولد اجاي أنه وجه التعليمات الضرورية إلى أعضاء الحكومة كل فيما يخصه للمبادرة إلى التنفيذ والتفعيل السريع لكل ما تم توقيعه من اتفاقيات وما تم تحديده من برامج وخطط، تحقيقا لإرادة قائدي البلدين في الوفاء الصارم بما نقطعه من عهود والتزامات خدمة لمصالح وطموحات الشعبين الشقيقين.
نائب رئيس جمهورية غامبيا محمد باشير سيدي جالو ثمّن عاليا ما وصفه بالمناخ الودي الذي وفر لانعقاد هذه الدورة، معتبرا أنه يعكس بحق عمق أواصر التضامن والاحترام المتبادل التي تربط البلدين.
وأضاف سيدي جالو أن الاجتماع اليوم يؤكد مجددا متانة العلاقات الأخوية وروح التعاون والتضامن التي جمعت وما تزال تجمع موريتانيا وغامبيا، مذكرا بأن البلدين يرتبطان بروابط تاريخية وثقافية واقتصادية ضاربة في القدم، كما يتقاسمان قيما مشتركة وتطلعات نحو الاستقرار الإقليمي ورؤية موحدة لتحقيق تنمية مستدامة، مما يشكل قاعدة راسخة لتعزيز تعاونهما الثنائي.
ووصف نائب الرئيس الغامبي انعقاد الدورة بأنه يشكل فرصة ثمينة لتقييم ما تحقق، والنظر في التحديات القائمة، واستكشاف آفاق جديدة للشراكة في مجالات ذات اهتمام مشترك، من بينها التجارة، والزراعة، والأمن، والتعليم، وتطوير البنية التحتية.
ونوه محمد باشير سيدي جالو بعمل الوزراء وفرق عملهم، وكذا جميع الخبراء والفنيين وكبار المسؤولين، لما بذلوه من جهد كبير وعمل دؤوب خلال اجتماع الخبراء الذي انعقد أمس بنواكشوط تمهيدا للمداولات رفيعة المستوى اليوم.
وعبر سيدي جالو عن ارتياحه لاختتام الدورة بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم التي تغطي طيفا واسعا من مجالات التعاون الثنائي، واصفا هذه المذكرات بأنها "تجسد جدية شراكتنا وطموحنا المشترك للانتقال من الأقوال إلى الأفعال".
وأضاف سيدي جالو أن كل مذكرة من المذكرات الموقعة تمثل التزاما سياسيا واضحا، ومسارا عمليا نحو تنفيذ ملموس وتحقيق نتائج واقعية، داعيا جميع المؤسسات والهيئات المعنية في كلا البلدين إلى التحرك سريعا لترجمة هذه الأدوات القانونية إلى برامج فعالة وخطط تنفيذية مشتركة.
وذكر نائب الرئيس الغامبي بأن العصر اليوم يتطلب من البلدين التكاتف والابتكار والتضامن الإقليمي، فالتحديات التي تواجه المنطقة من تغيّر المناخ والضغوط الاقتصادية إلى الهجرة وانعدام الأمن الغذائي لا تعترف بالحدود، "وليس أمامنا خيار سوى مواجهتها معا".
وصف سيدي جالو الشراكة المتنامية بين غامبيا وموريتانيا بأنها تُعدّ نموذجًا يُحتذى به للتعاون بين الجيران، مردفا أنه من الضروري أن يواصل البلدان العمل معًا من أجل تعبئة طاقاتهما المشتركة خدمة لشعوبهما.
وجدد سيدي جالو التزام غامبيا بتعزيز علاقاتها الثنائية مع موريتانيا، ودعم المبادرات التي تخدم السلام والازدهار والتكامل الإقليمي، معبرا عن ثقته بأن مخرجات هذا الاجتماع ستعزز شراكة البلدين بشكل أكبر، وستفتح آفاقًا جديدة لتعاون أوثق في السنوات المقبلة.
ودعا سيدي جالو لاغتنام هذه الفرصة لتجديد التزام البلدين المشترك بالتقدم، وللبناء معًا على أسس متينة من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لهما.