تصدر تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري النتائج الأولية للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة، وتشير التقديرات إلى حصوله على 172 إلى 215 مقعداً من أصل 577. فما هو هذا التحالف اليساري؟
الجبهة الشعبية الجديدة هي تحالف من الأحزاب اليسارية الفرنسية، جمعت بين الاشتراكيين والشيوعيين وعلماء البيئة (حزب الخضر) وحزب فرنسا الأبية.
وقد تشكلت الجبهة، بعدما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 9 يونيو/حزيران الماضي.
وقد سبق وانتقدت هذه الأحزاب بعضها البعض. كما أن لديها بعض الاختلافات الرئيسية في أيديولوجيتها ونهجها، لكنهم قرروا تشكيل كتلة لإبعاد أقصى اليمين عن الحكومة.
ووعدت الجبهة الشعبية الجديدة بإلغاء إصلاحات المعاشات التقاعدية والهجرة التي أقرتها الحكومة الحالية، وإنشاء وكالة إنقاذ للمهاجرين غير المسجلين وتسهيل طلبات الحصول على التأشيرة.
كما أنها تريد وضع حد أقصى لأسعار السلع الأساسية؛ لمكافحة أزمة غلاء المعيشة ورفع الحد الأدنى للأجور.
وخلافاً لكل التوقعات، أظهرت النتائج الأولية تراجع التجمع الوطني اليميني بعدما تصدر بوضوح المركز الأول خلال الجولة الأولى للانتخابات قبل أسبوع، إلى المركز الثالث في الجولة الثانية.
وفيما يبدو، وفقاً للتوقعات أنه سيحصل على 150 مقعداً على الأكثر في الجمعية الوطنية، متراجعاً إلى حد ما عن الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية وأنصارالرئيس ماكرون المنتمين لتيار الوسط.
ويبدو أن الدعوات التي أطلقتها جميع الأحزاب الأخرى لمنع وصول أقصى اليمين إلى الحكومة قد نجحت بشكل فعال للغاية، وربما لن يصبح زعيم حزب التجمع الوطني اليميني جوردان بارديلا رئيس الوزراء الفرنسي القادم.
أما من سيكون رئيس الوزراء القادم، فهذه مسألة آخرى.
والحقيقة هي أن أياً من الكتل الثلاث الكبرى لا تتمتع بأغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية.
وبالتالي فإن ما يلوح في الأفق هو فترة من المساومة حول تشكيل ائتلاف في نهاية المطاف، سيكون له برنامج لم يُحدد بعد.
ويتوقع أن يكون لليسار صوتاً قوياً للغاية، مستمداً من أدائه القوي.
وقال رئيس حزب فرنسا الأبية، جان-لوك ميلانشون، إن رئيس الوزراء الفرنسي الحالي غابرييل أتال يجب أن يستقيل. كما قال إن الجبهة الشعبية الجديدة مستعدة لحكم فرنسا.