سيد أحمد ولد ابنيجاره يكتب: تعليقا على خطاب حسن نصر الله | موريويب

سيد أحمد ولد ابنيجاره يكتب: تعليقا على خطاب حسن نصر الله

سبت, 11/04/2023 - 13:16

أكاد أجزم ـ رغم خلافي مع "الإخوان" ـ و رغم ما يعتصرني من ألم لحال أهلنا في فلسطين و غزة على وجه الخصوص، بأن ما يتعرض له القطاع، هو ثمن لتقدير الموقف و أول اختبار حقيقي من حماس ل: "كذبة وحدة الساحات" لدى ما يسمى افتراءًا "محور المقاومة" !

و حتى إذا كان في حماس من راهنوا على إيران و ذيولها من الولائيين الطائفيين، في إسناد المقاومة الفلسطينية التي تركت في حرب طوفان الأقصى تواجه مصيرها وحيدة، فإنهم لن يصدقوا بعد اليوم المواقف التي يطلقها أتباع إيران لتخدير الوعي العربي بأن مشروع إيران لتفريس المنطقة و حرقها و تفتيتها هو مشروع المقاومة و الممانعة.

و جميعنا شاهد خلال الأيام الماضية و سمع تصريحات الرئيس الإيراني، و إنكاره لأي دور لإيران في هذه الحرب، ليتلوها اليوم، خطاب حسن نصر الله، الذي كان نسخة مكررة من كلام سيده الإيراني في التنصل من قرار الحرب الذي اتخذته المقاومة الفلسطينية، و بدا أنه ظهر لتسويق شعارات كلامية جوفاء، لتلميع "لعبة القط و الفار" التي يمارسها في جنوب لبنان، ناسيا أو متناسيا أنه و غيره من ميليشات إيران زج بآلاف المقاتلين في سوريا لقتل و تهجير مئات آلاف السوريين من مدنهم و قراهم، لا لشيء إلا لأنهم من مذهب غير مذهبه.

أما في فلسطين، فتلك قصة اخرى، و هو برر تنصله من إسناد المقاومة في غزة التي قال إن حزبه دخل الحرب معها في اليوم الثاني، رغم تنصله أيضا من قرار الحرب، بأن الولايات المتحدة أبلغته برد قاس إذا هاجم الجيش الإسرائيلي.

و هذا كلام لا يستقيم ! فكيف يكون دخل الحرب و هو يخشى رد فعل الولايات المتحدة التي حشدت أساطيلها البحرية و وضعت جميع إمكانياتها ـ كما يقول ـ لدعم إسرائيل ؟

ثم ما معنى أن يحيي نصر الله، في خطابه اليوم، الميليشات الإيرانية في العراق و اليمن ـ و هي ميليشيات طائفية متورطة في ارتكاب جرائم خطيرة يندى لها جبين الإنسانية، في استغباء للمشاهد العربي، بينما الأحق بالتحية هم أبطال فلسطين القابضين على الزناد في ميادين الشرف و الفداء، المضحين بأرواحهم و دمائهم الزكية ثمنا لحرية طال انتظارها.