موريتانيا، بلد عميق الجذور في تقاليده ومعتقداته الإسلامية، يستقبل هذه الأيام الصحفي الفرنسي إيف تريار، المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، خصوصًا تجاه الدين الإسلامي. برفقة المحامي الفرنسي الموريتاني جمال ولد الطالب لموان. و تثير هذه الزيارة العديد من التساؤلات.
جمال الطالب لموان، المحامي الذي تمت الإشارة إليه مرارًا أمام المحكمة الجنائية التي تحاكم حاليًا الرئيس السابق عزيز و متواطئيه المفترضين، والذي استفاد من جواز سفر دبلوماسي من موريتانيا، يبدو أنه نسي المسؤوليات التي تأتي مع مثل هذا الامتياز. تمامًا كما نسي المئات من ملايين الأوقية التي حصل عليها مكتبه في باريس في ظروف يعتبرها البعض مثيرة للجدل، و كان يجب أن تكون تذكيرًا بأهمية حماية وتعزيز صورة موريتانيا. ومع ذلك، من خلال دعوة صحفي بمواقف حادة مثل إيف تريار، يبدو أنه اختار العكس.
في 14 أكتوبر 2019، أثارت تصريحات إيف تريار حول الدين الإسلامي ردود فعل قوية في فرنسا؛ بعد قرار النائب جوليان أودول من حزب الجبهة الوطنية بإخراج امرأة محجبة من قاعة المجلس الإقليمي لبورغوني-فرانش كونتي، قال تريار على قناة LCI: "حدث لي في فرنسا أن أخذت الحافلة أو القارب حيث كانت هناك امرأة محجبة، فنزلت". وأضاف بعد ذلك، "أنا أكره الدين الإسلامي [...] لدينا الحق في كره الدين، لدينا كل الحق في قول ذلك".\ انتهى الإقتباس
إن استضافة شخصية بهذه المواقف في موريتانيا هو أمر مفاجئ ومحير، و تطرح السؤال: ما هو هدف جمال الطالب لموان من دعوة تريار؟ هل موريتانيا، حيث يعد الإسلام جزءًا أساسيًا من المجتمع، تستحق الإرتباط بصحفي معادي صراحة لهذا الدين الحنيف؟
من الضروري بالنسبة لموريتانيا، كما هو الحال مع أي دولة أخرى، أن تحرص على الصورة التي تعرضها على الساحة الدولية. تشير دعوة إيف تريار إلى نقص في التمييز من جانب جمال الطالب لموان. بدلًا من تعزيز حوار بناء ومحترم، قد تؤدي هذه الزيارة إلى إضافة المزيد من الوقود إلى نار التوترات الدينية والثقافية.
عوضًا عن طرده من البلاد، يجب على الإدارة الموريتانية على الأقل تجاهله ورفض استقباله، مظهرة له أنه غير مرحب به في الأراضي المسلمة. و من واجب الأشخاص المؤثرين، مثل الطالب لموان، خدمة بلدهم بأفضل طريقة ممكنة، مع الحفاظ على احترام الدين الإسلامي المتجذر بعمق لدى مواطنيهم.