لا ألقي بالًا ل: #قمامة فيسبوك ؟ و أعني بالقمامة تلك الأصوات التي تظهر خلسة خلف جدار كثيف من العُقد و النفاق و الكذب و التمسح بالأخلاق و الدين أحيانا و بالوطنية و الدفاع عن قيم الجمهورية بهدف تأجيج الصراعات و الفتن؛
لا ألقي لها بالًا لسبب بسيط هو أنني لم أشاهد في مجتمع من المجتمعات، شعبًا يعيش في بحر من الجهل و التخلف و النفاق و سوء النوايا و خيانة العهود، مثل هذا المجتمع (نخبته و عوامه).
عندما أقرأ ما تدونه مخلوقات هذا الفضاء الأزرق ، أتعجب منهم، فلا تكاد تجد واحدا منهم إلا و هو عالم في الذرة أو منظر في الفكر و السياسة، و ربما يساورك و أنت تراقب هذه الظواهر الصوتية السيتوبلازمية، أن أصحابها عباقرة العصر و الواقع يؤكد أن أغلبها جاهل ابن جاهل ابن جاهل.
كل المعارف التي حصلها أحدهم لخداع الناس لا تعدو في الغالب معلومات عشوائية تم جمعها من قمامة فيسبوك.
و رغم ذلك ترى هذا المخلوق الجاهل مُصِرًّا على إبراز صورة منمقة لكنها زائفة لاختصاص لم ينله أصلًا، من مهرّج يصبح فجاة سياسي وطني يشار إليه بالبنان و يلعب على كل الحبال المتشابكة، و من مخلوق يتمسح في بيوتات النبلاء إلى عالم رباني و ربما يكون ورث هذه التسمية عنوة من شيخه المبجل "الشيخ جوجل" الذي خرج في السنوات الاخيرة مئات العلماء و المجاهدين و الصالحين و أجازهم حتى بالقتل على النوايا،
و أما عن المعارضة فحدث ولا حرج، فقد منّ الله علينا بمعارضة لا هم لها في هذا الفضاء الإفتراضي، إلا السجن بأي طريقة (وجهت لكم مولانا حبسوني) للحصول على اللجوء إلى كندا أو الولايات المتحدة و أوروبا.
معارضة، لو نبشت في ماضي أصحابها لوجدت كثيرًا منهم اصحاب سوابق او ضحايا تفكك أسري، أو مرضى نفسيين أو فاشلين طردهم مجتمعهم، فنمت لديهم الرغبة في حب الإنتقام من كل ما سواهم و اصبحت نظرتهم سلبية لكل شيء.