بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، كتبت سابقا عن معلمي الأول وخالي العزيز آب ولد أب رحمه الله وكان عالما لغويا وشاعرا مجيدا. ثم كتبت عن معلمي الأول باللغة الفرنسية المرحوم محمد ولد أحمدو الذي لا يبارى في الجدية والاجتهاد والملكة التربوية.
بهذه المناسبة اليوم ، أرغب في الحديث عن معلمي في السنة النهائية من المدرسة الابتدائية..ابراهيم فال.
وصل مدرستنا في نهاية أكتوبر ١٩٧٤ بعد أن درسنا مدة أسابيع رجل فاضل ، متميز علما وخلقا هو يوسف ولد أواه الذي كان مدرس المجموعة التي سبقتنا للإعدادية .
كان ابراهيم فال من طينة المعلمين الذين كونهم جيل الإستقلال المؤسس برصانته وجديته وإحساسه العالي بالمسؤولية وحرصه الشديد على النظام والانضباط.
درسنا السنة الخامسة ثم السنة السادسة التي كانت سنة ترشحنا لمسابقة الإعدادية.. لم يكن كثير الكلام ولم يختلط إلا قليلا بتلامذته..لكنه كان مهيبا ،محترما ومحبوبا..
كان أكثر ما يهمه أن يكمل برنامج السنة المقررة وبصفة خاصة مقرر الحساب من كتاب " اوريول " الأصفر الذي كان معتمدا في مدارس غرب أفريقيا الفرانكفونية..
كان يحرص أشد الحرص على تقويم ألسنتنا باللغة الفرنسية الفصيحة، وينفر من الأخطاء الإملائية ولا يتسامح معها ..ولم يكن يتردد في تدريسنا في أيام العطل، ولا يغيب أي دقيقة عن الدرس ولا يقبل عذر المتغيبين من تلامذته ..
في أوقات فراغه القليلة كان يقبل على تعلم العلوم الشرعية من سيرة نبوية عطرة وأحكام فقه على يد العلامة أحمد بدي رضي الله عنه.
نجح كل طلبة ابراهيم فال تقريبا في مسابقة الإعدادية التي نظمت لأول مرة في القرية ...وكانت فرحته عارمة بهذا المكسب التاريخي ..لم أقابله بعد انتهاء سنوات الدرس وان ظلت أخباره تصلني دوما ..وقد علمت أنه بعد تقاعده حافظ على نفس الجدية والرصانة وتفرغ لما درج عليه من خدمة الناس وفعل الخير .